المكتوب التاسع والمائة الي الحكيم صدرفى بيان سلامة القلبونسيانه ما دون الحق سبحانه
اعلم ان أهل الله اطباء الامراض القلبية وازالة العلل الباطنية منوطة بتوجه هؤلاء الاكابر كلامهم دواء ونظرهم شفاء هم قوم لا يشقى جليسهم * وهم جلساء الله بهم يمطرون وبهم يرزقون * ورأس الأمراض القلبية ورئيس العلل الباطنية هو تعلق القلب وارتباطه بما دون الحق سبحانه وتعالى وما لم يتيسر التخلص من هذا التعلق بالتمام فالسلامة محال * فانه لا مجال للشركة فى جناب الحق جل سلطانه الالله الدين الخالص * فكيف اذا جعل الشريك غالبأ وجعل محبة غير الحق غالبة على محبته تعالى على نهج تكون محبته تعالى معدومة فى جنبها أو مغلوبة غاية الوقاحة ونهاية عدم الحياء ولعل المراد من الحياء فى قوله عليه السلام الحياء من الايمان هو هذا الحياء وعلامة عدم تعلق القلب بما سواه تعالى نسيانه اياه بالكلية و ذهوله عنه جملة على وجه لو كلف بتذكر الاشإء لما تذكر فكيف يكون لتعلق القلب بالاشياء مجال فى ذلك الموطن وهذه الحالة معبرة عنها عند أهل الله بالفناء وهو اول قدم يوضع فى الطريقة ومبدأ ظهور أنوار القدم ومنشأ ورود المعارف والحكم وبدونها خرط القتال